سواي، هذا البلوكتشين الصاعد الذي جذب الانتباه بسرعة وقابلية توسع متميزتين، يعمل بجد لتأكيد حضوره في ساحة العملات المشفرة المزدحمة. إن الهندسة المعمارية الفريدة لسواي، المبنية على لغة البرمجة Move، تمكنه من معالجة المعاملات بشكل متوازٍ، مما يوفر ميزة تنافسية كبيرة في تطبيقات لا مركزية تتطلب إنتاجية عالية، لا سيما في مجالات مثل الألعاب اللامركزية (Web3 gaming) والتمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs). ورغم هذه الأساسيات القوية، فإن التحليل الفني في 18 أكتوبر 2025 يرسم صورة تتسم بالحذر والضغط الهبوطي على سعر سواي.
الرسوم البيانية تظهر أن سواي يواجه ضغوط بيع واضحة، حيث انزلق السعر بشكل ملحوظ عن مستوياته السابقة. هذا الانخفاض الأخير أثار تساؤلات جدية بين المتداولين والمستثمرين: هل هذه مجرد 'استراحة صحية' بعد ارتفاع سابق، تتيح للسوق إعادة التوازن وتجميع القوة لصعود جديد، أم أنها إشارة تحذيرية لبداية اتجاه هبوطي أعمق قد يقود سواي إلى مستويات سعرية أكثر انخفاضًا؟ الإجابة تكمن في قراءة دقيقة للإشارات الفنية، مع التركيز على الاتجاه العام والقوى الدافعة خلف حركة السعر، وتجنب الانشغال بالتفاصيل الرقمية الدقيقة.
في تحليل حركة السعر، تعمل مناطق الدعم والمقاومة كحدود استراتيجية توجه مسار العملة. تعتبر منطقة الدعم الأولي نقطة دفاع حاسمة؛ ففي هذه المنطقة، نجح المشترون تاريخيًا في حشد قوتهم لمنع المزيد من الانزلاق. إذا تم اختراق هذه المنطقة بوضوح، فمن المرجح أن يتجه السعر نحو منطقة الدعم الثانوي، وهي مستوى يتم فيه توقع تفعيل أوامر شراء أكبر لإعادة استقرار السعر. على الجانب الآخر، تمثل منطقة المقاومة الأولية السقف الذي يتركز فيه ضغط البيع. تجاوز هذه المقاومة بنجاح يُعد إشارة صعودية قوية، وقد يفتح الطريق أمام السعر للوصول إلى منطقة المقاومة الثانوية التي تمثل الهدف التالي للمضاربين الصاعدين. هذه المستويات تستمد قوتها من مبادئ التحليل الفني الكلاسيكي لـ 'نقاط الارتكاز'، وقد اكتسبت صلابة إضافية بفضل الأحجام الكبيرة من التداول التي حدثت مؤخرًا، مما يؤكد أنها ليست مجرد خطوط وهمية بل مناطق تفاعل حقيقية في السوق.
تُضيء المؤشرات الفنية أضواء الحذر. مؤشر القوة النسبية (RSI)، على الرغم من أنه يقع في المنطقة المحايدة، إلا أنه يميل بوضوح نحو منطقة 'البيع المفرط'. هذا الميل يمكن أن يُفسر على أنه اقتراب نهاية ضغط البيع، مما يفتح الباب أمام احتمال حدوث ارتداد، ولكنه في الوقت الراهن لا يزال يؤكد تفوق قوة البيع. أما مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD)، فإنه بإشارته السلبية، يؤكد الدافع الهبوطي ويسلط الضوء على أن الزخم السائد في السوق هو في الاتجاه السلبي. ورغم أن مؤشرات التذبذب الأخرى مثل ستوكاستيك ومؤشر قناة السلع (CCI) تظل محايدة، فإن مؤشر الاتجاه المتوسط (ADX) يشير إلى وجود اتجاه قوي في السوق، وهذا الاتجاه القوي هو حاليًا اتجاه هبوطي. الخلاصة العامة للمؤشرات هي إشارة بيع قوية، مما يحتم على المتداولين توخي أقصى درجات الحذر وإدارة المخاطر بصرامة.
تحليل المتوسطات المتحركة، سواء البسيطة (SMA) أو الأسية (EMA) عبر الأطر الزمنية المختلفة، ينسج رواية تتجه نحو البيع. في الفترات الزمنية الأقصر (مثل 5 و 10 أيام)، فإن الغالبية العظمى من المتوسطات المتحركة تشير إلى البيع. هذا يعني أن السعر الحالي يتداول دون متوسط أسعاره الأخيرة، مما يدل على ضغط هبوطي فوري. حتى في الإطار الزمني المتوسط (20 يومًا)، بينما قد يعطي المتوسط المتحرك البسيط إشارة شراء طفيفة، فإن المتوسط المتحرك الأسي، الأكثر استجابة لبيانات الأسعار الحديثة، لا يزال يؤكد إشارة البيع. بالانتقال إلى الآفاق الزمنية الأطول (50، 100، و 200 يومًا)، تصبح الصورة الهبوطية أكثر وضوحًا. جميع المتوسطات المتحركة الرئيسية طويلة الأجل (50، 100، و 200 يومًا) تصدر إشارات بيع قاطعة. هذا الإجماع الساحق يشير إلى أن الاتجاه الهيكلي العام لسواي في المدى المتوسط والطويل يخضع لسيطرة تامة من ضغط البيع، ويُشبه الأمر مرساة تسحب السعر نحو الأسفل. العدد الكبير لإشارات البيع مقابل إشارة شراء واحدة أو اثنتين من المتوسطات المتحركة يؤكد سيطرة الدببة على السوق.
من ناحية الأنماط البيانية، يبرز وضع سواي الحالي نموذج المثلث الهابط (Descending Triangle). يُعد هذا النمط بشكل تقليدي استمرارًا للاتجاه الهبوطي، ويتكون من خط دعم أفقي ثابت وخط مقاومة مائل نحو الأسفل. يشير الدعم الأفقي إلى أن المشترين يدخلون باستمرار عند مستوى سعري معين، بينما يدل خط المقاومة المائل على أن البائعين يستغلون أي ارتفاع بسيط لبدء ضغط البيع عند قمم متناقصة تدريجيًا. الأهم من ذلك، أن انخفاض أحجام التداول بالتزامن مع تشكل هذا النمط يزيد من ترجيح السيناريو الهبوطي. يشير تضاؤل الحجم داخل المثلث إلى التردد وعدم اليقين في السوق، وفي حال كسر خط الدعم الأفقي، من المتوقع أن يرتفع الحجم بشكل مفاجئ ويدفع السعر بسرعة نحو أهداف سعرية أدنى.
بالإضافة إلى التحليل الفني، يجب الأخذ بعين الاعتبار الأساسيات والمنافسة. سواي تتنافس في ساحة البلوكتشين من 'الطبقة الأولى' التي تركز على السرعة، إلى جانب عمالقة مثل سولانا ومنصات ناشئة أخرى. أي تراجع في تبني تقنية سواي أو في تطوير نظامها البيئي، أو أي تحديات في تحقيق الوعود المتعلقة بالسرعة والتكلفة، يمكن أن يغذي الضغط الهبوطي الفني. استمرار الأنباء السلبية أو عدم اليقين الاقتصادي الكلي يمكن أن يدفع السعر لاختبار مستويات دعم دنيا، بما في ذلك المناطق التي كانت بمثابة قاع تاريخي سابق. على النقيض من ذلك، يمكن للأخبار الإيجابية المفاجئة مثل إعلانات الشراكة الكبرى، أو الإدراج في بورصات رئيسية، أو إطلاق مشاريع مؤثرة أن تقلب الديناميكية السلبية وتحدث 'تحولًا في السيناريو' (Flip the Script)، حيث أن أسواق العملات المشفرة شديدة الحساسية للمحفزات الأساسية القوية.
في الختام، تتطلب النظرة القصيرة الأجل لسواي أن يحافظ السعر على ثباته فوق منطقة الدعم الأولي لكي يتمكن من استهداف منطقة المقاومة الأولية مرة أخرى. هذا التماسك يمثل إشارة على الاستقرار النسبي الذي قد يؤدي إلى ارتفاع نحو سقف القناة السعرية. على المدى المتوسط، فإن الخروج القوي من نموذج المثلث الهابط واختراق المقاومة الرئيسية المتمثلة في المتوسط المتحرك لـ 20 يومًا، يمكن أن يفتح الباب أمام احتمالية الصعود نحو المقاومة الأهم لـ 50 يومًا. يتطلب هذا السيناريو تدفقًا كبيرًا من أوامر الشراء وتغيرًا في المزاج العام للسوق. أما السيناريو الأكثر خطورة، فهو فشل السعر في الصمود أمام الدعم الأولي وكسره نحو الأسفل، مما يؤكد الاتجاه الهبوطي ويبدأ مرحلة سعرية جديدة من الانخفاضات. نظرًا لغلبة الإشارات الفنية السلبية من المؤشرات والمتوسطات المتحركة، يجب على المتداولين العمل بحذر شديد وإعطاء الأولوية لسيناريو الانخفاض في إدارة المخاطر. إن وضع سواي في 18 أكتوبر 2025 هو وضع يتسم بالمخاطرة وعدم اليقين، ويتطلب اتخاذ قرارات دقيقة بناءً على تحليل شامل: هل يجب تقليل المراكز والاستعداد للانتظار، أم يجب إدارة المخاطر بحزم تحسبًا للأسوأ؟ الأسواق سريعة التقلب، واليقظة والاستعداد لكلا الاتجاهين هو مفتاح البقاء في هذه البيئة.